الجزائريون ثاني أكبر شعوب العالم إنفاقا على الأطعمة


لم تختلف معظم الدراسات والتقارير الدولية المهتمة برصد معدلات إنفاق دول العالم على الأطعمة، حول تربع الأسرة الجزائرية رغم إمكانياتها المحدودة، وضعف مداخيلها السنوية، على عرش الأكثر إنفاقا على الأطعمة بمختلف أنواعها في القارة الإفريقية وحتى في العالم، ذلك بتخصيصها أكثر من 43 بالمائة من مداخيلها السنوية لاقتناء الأغذية فقط، محتلة المرتبة الثانية إفريقيا وعالميا، بعد الكاميرون التي تصدرت القائمة بتخصيص العائلات هناك ما يفوق 46.9 بالمائة من إجمالي مداخيلها المالية السنوية لشراء الأغذية.
وأظهرت دراسات مختلفة نشرت بين العامين 2015 و2016، من ضمنها تقرير وزارة الزراعة الأمريكية الأخير الصادر بمعية منظمات دولية مختلفة، أن حجم إنفاق الدول على الطعام يتجاوز ربع دخل الأسرة في المتوسط على مستوى العالم، وبينت الدراسات أن أكثر الدول إنفاقا على الطعام هي الدول الإفريقية والآسيوية والأميركية اللاتينية، أي معظم الدول الواقعة تحت خط الاستواء، من ضمنها الجزائر، الكاميرون، مصر، المغرب، كينيا، الأردن وباكستان، أين تربعت الأسرة الجزائرية بالرغم من ارتفاع أسعار معظم المواد الإستهلاكية، قابلها تدني القدرة الشرائية جراء ضعف الرواتب وتراجع قيمة الدينار، على أولى المراتب في مجال الإنفاق على الغذاء مسبوقة فقط بالكاميرون، بينما حلت مصر وبكثافة سكانها التي تعتبر الأكبر عربيا، وإتساع دائرة الفقر بها لمستويات جد عالية، بالمرتبة الثالثة إفريقيا والرابعة عالميا بعد أذرابيجان، بعد أن سجل معدل إنفاق الأسر المصرية السنوي على الطعام أزيد من 43.6 من مداخيلها المالية.

وبالعودة لدول الجوار، فبينت التقارير أن الجارة الغربية لم تبتعد كثيرا عن ترتيب الجزائر ومصر من حيث معدلات إنفاق السنوية على الأطعمة، حيث سجلت أن العائلات المغربية تنفق أزيد من 40.5 بالمائة من مداخيلها المالية على الأطعمة، لكن الأمر اختلف نوعا ما بالنسبة لتونس، حيث بلغ معدل إنفاق الأسر التونسية على التغذية 35.5 بالمائة، ما يعني أنه الأضعف بالنسبة لدول المغرب العربي وشمال إفريقيا. وفي دول مثل نيجيريا، يتجاوز حجم إنفاق الأسرة على الطعام نصف دخلها السنوي، بل ووصل عام 2014 إلى ما نسبته 56 في المائة من دخلها، بينما تراجع في العام التالي إلى نحو 39 في المائة، بحسب دراسات أخرى.
اللافت في الدراسة الحديثة، أن شعوب الدول الثرية، التي تمتلك كل متطلبات الحياة الجيدة، وتتمتع بالرخاء والرفاهية، ينخفض بها إجمالي الإنفاق السنوي على الأطعمة بشكل كبير مقارنة بشعوب الدول الفقيرة، ما يعني أنه لا توجد أي علاقة تربط ثراء الشعوب وتقدمهم اقتصاديا بارتفاع معدلات الإنفاق، حيث سجل مثلا أن إنفاق الدول الأوروبية لم يتجاوز 20 بالمائة من مداخيلها السنوية، فتنفق العائلات الفرنسية فقط 13.3 في المائة من مداخيلها على الأطعمة، بلجيكا 14.3 بالمائة، ألمانيا 11.1 بالمائة، الدانمارك 11.2 بالمائة، سويسرا 12.2 بالمائة، هولاندا 11.2 بالمائة، بولاندا 20.2 بالمائة، فيما شكلت بريطانيا الفارق في الدراسة لما لم يتجاوز إجمالي إنفاق العائلات على الأطعمة 9.4 بالمائة فقط، وهي التي تعد أحدى أكبر إقتصاديات أوروبا والعالم.

شاركها بين أصدقائك:

شاركنا تعليقك

0 Response to "الجزائريون ثاني أكبر شعوب العالم إنفاقا على الأطعمة"

إرسال تعليق